الجمعة، 19 ديسمبر 2014

شبهة اقتباس الدين الإسلامي من الأمم السابقة عند المستشرقين

إعداد الطالبة
خولة بنت ناصر بن محمد الرشيد

إشراف:
أ.د. خالد القاسم



المــقدمـة

الحمد لله الذي جعلنا خير أمة أخرجت للناس حيث أنزل علينا خير كتبه، وأرسل لنا أفضل رسله, وشرع لنا أفضل شرائع دينه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له والصلاة والسلام على نبينا محمد أفضل الخلق، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
من سنة الله تعالى في هذه الحياة الصراع الدائم بين الحق والباطل، وقد ابتليت هذه الأمة بأعداء حاولوا محاصرة هذا الدين، ووضع السدود والعقبات أمامه, فحاربوه بأسلحتهم المادية والفكرية، وكانت حركة الاستشراق منذ ظهورها تمثل الجانب الفكري في محاربة الإسلام، ولم يترك المستشرقون وسيلةً لتشكيك المسلمين في دينهم إلا امتطوها، ولم يألوا جهداً في سبيل تحقيق أهدافهم إلا بذلوه، فشككوا في أصالة الإسلام، وزعموا أنه مأخوذ من ديانات سابقة، ومجموع من تراث الأمم البائدة, محاولة منهم للقضاء على قداسة هذا الدين الذي أعيتهم مواجهته وضعف جهدهم عن صده,  فحاولوا صده بالادعاء الباطل والكذب المتعمد  ، فبين مدعي أن الرسول صلى الله عليه وسلم يصيبه صرع وهلوسة فيدعي مايدعي من هذا الدين، وبين زاعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم عبقري فذ فيما جاء به من هذا الدين وبين مدعي اخر يزعم أن محمدا النبي الأمي قد تعلم هذا الدين من مجموع الديانات السابقة، يتبين تنوع الكيد وأساليبه للطعن في هذا الدين العظيم.
وكأن التاريخ يعيد نفسه ألم يتهم كفار قريش الرسول صلى الله عليه وسلم، فمرة يتهمونه بالسحر، وأخرى بالجنون، وثالثة بالكهانة، ورابعة بالشعر.
وأن شبهات الكفر قديما وحديثا واحدة تشابهت قلوبهم الحاقدة التي لا تعرف للحق سبيل ولا للعدل طريق.



                                      المبحث الأول: التعريفات

المطلب الأول: تعريف الشبهة:
الشبهة في اللغة: شبه وشبه لغتان بمعنى. يقال: هذا شبهه، أي شبيهه. والشبهة: الالتباس. والمشتبهات من الأمور: المشكلات. والمتشابهات: المتماثلات. والتشبيه: التمثيل([1]).
الشبهة في الاصطلاح: ما التبس وجه الصواب فيه فلم يدر الخطأ من الصواب، وجه الحل من الحرمة، والشبهة تجمع على شبه، وهكذا نرى أن الكلمة لها معنيان أصليان وكثير من المعاني الأخرى، والمعنى الثاني بمعنى الإشكال والخلط والتلبيس هو الذي سنسير حوله في كلامنا هذا([2]).
المطلب الثاني: تعريف الدين الإسلامي:
الدين في اللغة:
الطاعة والانقياد.
والدين في الاصطلاح العام: ما يعتنقه الإنسان ويعتقده ويدين به من أمور الغيب والشهادة.
وفي الاصطلاح الإسلامي: التسليم لله تعالى والانقياد له.
والدين هو ملة الإسلام وعقيدة التوحيد التي هي دين جميع المرسلين من لدن آدم ونوح إلى خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم([3]).
قال الله تعالى: ﴿
إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ([4])،وبعد أن جاء الإسلام فلا يقبل الله من الناس دينا غيره، قال الله تعالى: ﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ([5]).

المطلب الثالث: تعريف الاستشراق:
الاستشراق في اللغة:
مأخوذ من جهة الشرق.
والاستشراق في الاصطلاح: هو علم يدرس فيه لغات الشرق وتراث وأديان شعوبها وحضارتهم وتاريخهم، وكل ما يتعلق بهم([6]).
والاستشراق في الخاص (المحدد): دراسة الغربيين للشرق وعلومه وأديانه, وخاصة الإسلام لأهداف مختلفة شتى أهمها تشويه الإسلام وإضعاف المسلمين([7]).
وهذا الاسم غلب على تعلم الأوروبيين علوم أهل الشرق. فعليه فالمستشرق في مقصدنا هنا: هو ذاك الأوروبي أو الغربي، الذي اجتهد في تعلم علوم الشرق، وديانة أهلها وحضارتهم.
والاستشراق حركة نبتت في الكنيسة ([8])، لهذا تبنى جلّ المستشرقين موقف الكنيسة من الإسلام، وهو العداء له، والكيد له بكل وسيلة ممكنة.
وقد وجه المستشرقون سهامهم إلى كل ما يمت إلى الإسلام بصلة، فطعنوا في كتاب الله القرآن الكريم، وفي نبينا محمد صلي الله عليه وسلم، وفي التشريع الإسلامي، وتاريخ المسلمين، ولغة المسلمين. وهدفهم من وراء ذلك هو الصد عن دين الله، والتشكيك في دينه، فيصدون بني جنسهم عن الإسلام بالافتراء على الإسلام([9])
.



المبحث الثاني: أقوال المستشرقين والرد عليها

المطلب الأول: مضمون شبهة الدين الإسلامي مقتبس من الأمم السابقة:
يدعي بعض المشككين أن الإسلام دين مقتبس من اليهودية والمسيحية وكذلك أخذها من التشريعات الجاهلية للعرب قبل الإسلام، ويستدلون على ذلك بوجود تشابه بين بعض تشريعات الإسلام وبين هذه الديانات، مثل: الصلاة ويوم الجمعة والصوم والحج وحرمة الأشهر الحرم.. وغيرها، فيزعمون أن كل هذه التشريعات غير إسلامية، وأن محمدا - صلى الله عليه وسلم - استوعب جميع الديانات السابقة ليبدع هذا الدين ويؤلف القرآن من عند نفسه، متصنعا ما يسميه الوحي، وما هو إلا عرض من أعراض الهيستيريا والصرع اللذين كان مريضا بهما، وهدفهم من هذا الزعم إنكار الإسلام بصورة عامة([10]).
المطلب الثاني: أقوال المستشرقين:
من أهم من كتب في الهجوم على العقيدة الإسلامية المستشرق اليهودي الأصل المجري المولد جولد تسهير والذي يعتبر من أشهر علماء الغرب في مجال الاستشراق، حيث سافر إلى سوريا وصحب فيها الشيخ طاهر الجزائري، ثم توجه إلى فلسطين ومصر، حيث تضلع في العربية على شيوخ الأزهر(
[11])، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه قي جميع آرائه وأحكامه من الإسلام لم يتخل عن نزعته  اليهودية كتاباً عن (تاريخ الجنس البشري) صور فيه الإسلام أنه من وضع محمد عليه الصلاة والسلام وأن محمداً كان تلميذاً لليهود ([12]).
ويقول أيضاً في كتابه الشريعة والعقيدة: ( والوحي الذي نشره محمد في أرض مكة، لم يكن يشير إلى دين جديد، فقد كان تعاليم واستعدادات دينية نمّاها في جماعة صغيرة، وقوّى في أفراد هذه الجماعة فهما للعالم مؤسساً على الحكم الإلهي، ولكن لم يحدد تحديداً دقيقاً حينئذ أشكال هذا الحكم ومذاهبه) (
[13]).
ويشارك جولد تسهير رأيه جورج سيل وهو أحد مترجمي القرآن المبكرين يقول في مقدمة ترجمته: (أن محمداً كان في الحقيقة مؤلف القرآن والمخترع الرئيسي له فأمر لايقبل الجدل، وإن كان من المرجح، مع ذلك أن المعاونة التي حصل عليها من غيره في خطته هذه لم تكن معاونة يسيرة، وهذا واضح في أن مواطنيه لم يتركوا الاعتراض عليه بذلك نفسه) (
[14]).
ويكمل ريتشاردر بل مؤلف كتاب مقدمة القرآن سد النقص الذي تركه جورج سيل في تلك الأكذوبة فيقول: (واعتماده على الكتاب المقدس وبخاصة العهد القديم في قسم القصص فبعض قصص العقاب كقصص عاد وثمود مستمد من مصادر عربية ولكن الجانب الأكبر من المادة التي استعملها محمد ليفسر تعاليمه ويدعمها قد استمده من مصادر يهودية ومسيحية)، وعنده أنه حصل على أربع فرص للاستمداد من الكتاب المقدس حينما هاجر إلى المدينة فهو يقول: (وفي المدينة كان محمد بالنسبة لمعرفة ما في كتاب العهد  القديم في وضع أفضل من وضعه السابق في مكة فقد كان على اتصال بالجاليات اليهودية التي كانت دون شك تضم ربانيين ومثقفين، وهناك دلائل على أنه انتفع بهذه الفرصة فحصل على قسط غير قليل من المعرفة بكتاب موسى على الأقل) (
[15]) .
وكذلك المستشرق أندرسون: ( ليس من شك أن محمداً اقتبس أفكاره من مصادر التلمود وكتب الأساطير اليهودية والمصادر المسيحية) (
[16]).
وقول المستشرق تور أنديه: ( لاشك أن الأصول الكبرى للإسلام مستقاة من الديانتين اليهودية والمسيحية، وهذه حقيقة لا يحتاج إثباتها إلى جهد كبير) (
[17]).
والمستشرق اليهودي فنسنك بقوله: ( النبي كان يبشر بدين مستمد من اليهودية والنصرانية، ومن ثم كان يردد قصص الأنبياء المذكورين في التوراة والإنجيل، لينذر قومه بماحدث لمكذبي الرسل قبله، وليثبّت أتباعه القليلين حوله) (
[18]).
المطلب الثالث: الرد على الشبهة:
1-    الإسلام نبع من نفس المشكاة التي نبعت منها الديانات السابقة وخاصة اليهودية والمسيحية، فالله – عز وجل - هو الذي أنزل الديانات كلها، ولكنه أوكل حفظ اليهودية والمسيحية إلى البشر، فحرف اليهود والنصارى دينهم، في حين أن الله – عز وجل - هو الذي تولى حفظ القرآن والإسلام فلم يتبدل منه حرف واحد([19])، والرسالات التي جاء بها الأنبياء جميعا منزلة من عند الله العليم الحكيم الخبير، ولذلك فإنها تمثل صراطا واحدا يسلكه السابق واللاحق، ومن خلال استعراضنا لدعوة الرسل التي أشار إليها القرآن نجد أن الدين الذي دعت إليه الرسل جميعا واحد هو الإسلام: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ([20])، والإسلام في لغة القرآن ليس اسما لدين خاص، وإنما هو اسم للدين المشترك الذي هتف به كل الأنبياء؛ فالإسلام شعار عام كان يدور على ألسنة الأنبياء وأتباعهم منذ أقدم العصور التاريخية إلى عصر النبوة المحمدية.
ويتحقق الإسلام بالطاعة والانقياد والاستسلام لله تعالى بفعل ما يأمر به، وترك ما ينهى عنه، ولذلك فإن الإسلام في عهد نوح يكون باتباع ما جاء به نوح عليه السلام، والإسلام في عهد موسى عليه السلام - يكون باتباع شريعة موسى، والإسلام في عهد عيسى - عليه السلام - يكون باتباع الإنجيل، والإسلام في عهد محمد - صلى الله عليه وسلم - يكون بالتزام ما جاء به الرسول الكريم صلى لله عليه وسلم.
ولب دعوات الرسل وجوهر الرسالات السماوية هو الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونبذ ما يعبد من دونه، وقد عرض القرآن هذه القضية وأكدها في مواضع متعددة، فمرة يذكر دعوة الرسل، فنوح - عليه السلام - يقول لقومه: ﴿
يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ([21])، ومرة ينص على أنه أرسل الرسل جميعا بهذه المهمة الواحدة: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ([22])، ومرة يسرد سيرة الأنبياء وأتباعهم ينظمهم في سلك واحد، ويجعل منهم أمة واحدة لها إله واحد: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ([23])، ومرة يجعل الاستجابة لله وتحقيق العبودية له هي الدين والملة، ويجعل من رفضها يحكم على نفسه بالسفه والضلال: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ([24])، وملة إبراهيم - عليه السلام-حددها بقوله: ﴿  إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ([25])، ومرة يبين أنها وصية الرسل والأنبياء لمن بعدهم: ﴿ أمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ([26])، ومرة ينص على وحدة الدين الذي شرعه للرسل العظام: ﴿  شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ([27]).
وتشكل مسائل العقيدة تصورا واحدا لدى الرسل جميعا من لدن نوح - عليه السلام- إلى آخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم، وتتمثل هذه المسائل في الإيمان بالله والملائكة والرسل والكتب السابقة والإيمان بالقدر واليوم الآخر والبعث، فنوح - عليه السلام - يذكر قومه بالبعث والنشور ويقول لهم: ﴿
وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا  =17  ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ([28])، وحدثهم عن الملائكة والجن وغيرها من الغيبيات، وغير هذا من الكثير في آيات القرآن الكريم على لسان جميع الرسل الذين أرسلوا لهداية الناس إلى طريق الله عز وجل، وكل الرسل أنذروا قومهم من فتنة المسيح الدجال، وذلك في الحديث الذي يرويه ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال - عندما ذكر الدجال عنده -: «إني أنذركموه، وما من نبي إلا قد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه، ولكن سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه، تعلمون أنه أعور، وأن الله ليس بأعور»([29]).
تتفق الكتب السماوية كلها في وحدة القواعد العامة التي تحكم البشر، وتعمل على نشر العدل بين الناس، والبعد عن الظلم والجور دون وجه حق، وكل الرسالات تؤكد على وجود مبدأ الثواب والعقاب، فكل إنسان سيحاسب على عمله، فإن كان خيرا فلنفسه، وإن كان شرا فعليها، قال عزوجل: ﴿
أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى =36   وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى =37  أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى =38  وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى =39  وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى =40  ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى  ([30])، ويحصل من هذا اليقين بوجود ثواب وعقاب تزكية للنفس وميلا لمنهج الله سبحانه وتعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى =14   وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى =15  بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا =16  وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى =17  ِإنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى =18  صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى([31])، وجاء على لسان الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما يؤكد على وحدة هذا المبدأ بين الرسل جميعا، قال صلى الله عليه وسلم: «إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بني بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة"؟! قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين»([32]).
والحديث يوضح لنا بشكل لا شك فيه أن جميع الرسل يدعون إلى مبادئ واحدة وإلى إله واحد لا شريك له، مما ينفي فكرة تناقض الأديان من حيث مصدرها والمبادئ التي تدعو إليها([33]).
2-         تشابهت بعض التشريعات الإسلامية مع تشريعات الديانات الأخرى تشابها اسميا فقط، أما المضمون والتطبيق فمختلف تماما، وكان موقف الإسلام مما سبقه من الديانات التصديق لأصلها قبل التحريف والهيمنة عليها، ويؤكد على هذا قول د. عمر سليمان عبد الله الأشقر: "إذا كان الدين الذي جاءت به الرسل واحدا وهو الإسلام، فإن شرائع الأنبياء مختلفة، فشريعة عيسى ـ عليه السلام - تخالف شريعة موسى ـ عليه السلام - في بعض الأمور، وشريعة محمد - صلى الله عليه وسلم – تخالف شريعة موسى وعيسى - عليهما السلام - في أمور، قال الله عز وجل: ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا([34])، والشرعة هي الشريعة وهي السنة، والمنهاج: الطريق والسبيل"([35]).
وليس معنى ذلك أن الشرائع تختلف اختلافا كليا، فالناظر في الشرائع يجد أنها متفقة في المسائل الأساسية، وقد سبق ذكر النصوص التي تتحدث عن تشريع الله للأمم السابقة الصلاة والزكاة والحج، وأخذ الطعام من حله وغير ذلك، والاختلاف بينها إنما يكون في بعض التفاصيل، فأعداد الصلوات وشروطها وأركانها، ومقادير الزكاة، ومواضع النسك، ونحو ذلك قد تختلف من شريعة إلى شريعة، وقد يحل الله أمرا في شريعة لحكمة، ويحرمه في شريعة أخرى لحكمة..
أما عن الشرائع التي ظن بعض المتوهمين أن الإسلام أخذها من الديانات السابقة، فهذا زعم باطل لا يقوم على دليل واضح، ويبين د. ناصر محمد السيد الشرائع المتشابهة بين الإسلام وغيره من الديانات وهي يوم الجمعة، والصلاة، والصوم، والأشهر الحرم، وسأذكر منها نموذج واحد وهو الصلاة:
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، فرضت في القرآن الكريم، ووضحت السنة المطهرة هيئتها وشكلها، فهي من أهم العبادات في الإسلام.
الصلاة في اليهودية:
لم تأخذ الصلاة في اليهودية شكلا واحدا، بل تدرجت حسب إسهامات رجال الدين اليهودي فيها على النحو التالي:
الصلاة في عصر الآباء: كانت عبارة عن الدعاء باسم الرب، وكانت تتم بالتوجه مباشرة إلى الله عز وجل، وكانت ترتبط - في بعض الأحيان – بتقديم ذبيحة، فالصلاة بهذا الشكل عبارة عن أدعية وأذكار وليست شعيرة محددة بتوقيتات معينة.
الصلاة في مرحلة ما قبل السبي: تتميز بملامح خاصة منها: التوسل والابتهال من أجل الآخرين، والأسفار الخمسة - التكوين، والخروج، واللاويين، والعدد، والتثنية - لم يرد فيها لفظ الصلاة، وهي الأسفار الخمسة التي بني عليها التشريع اليهودي، وهذا من عجائب اليهودية المحرفة. ويقول د. هلال فارحي - أحد علماء الشريعة اليهودية -: إن الصلاة في عهد ما قبل السبي لم تكن محدودة أو إجبارية، بل كانت تتلى ارتجاليا حسب الأحوال والاحتياجات الشخصية والعمومية.
الصلاة في فترة السبي وما بعدها: في هذه الفترة حدثت تطورات جديدة للصلاة اليهودية، كان من أهمها ظهور دور المجمع بعد أن تم تدمير الهيكل على يد البابلين، ولم يعد في الإمكان تقديم ذبائح في أرض بابل، وظهرت أهمية الصلاة في هذه الفترة، فبعد أن يقرأ اليهود جزءا من الكتاب المقدس يتم تفسيره، ثم الصلاة، ومن خلال ذلك نرى خضوع الصلاة اليهودية للأهواء البشرية، وهذا عكس الصلاة في الإسلام.
وإذا عدنا إلى عدد الصلوات في اليهودية نجدها ثلاثة في كل يوم:
صلاة الفجر ويسمونها السحر.
صلاة نصف النهار أو القيلولة
صلاة المساء ويسمونها صلاة الغروب.
وكانت قبلة اليهود في الصلاة إلى بيت المقدس، وكان المسلمون يتوجهون إليه في أول الأمر حتى تحولت قبلتهم إلى الكعبة المشرفة، وكأنه إعلان إلهي بوارثة المسلمين لكل بقايا الحق في الديانات السابقة، أما عن كيفية أداء الصلاة في اليهودية: فإننا نؤمن بأن الصلوات في صورتها التي أنزلها الله – عز وجل - على رسله، كانت تتضمن ركوعا وسجودا، فقد خاطب الله بني إسرائيل في القرآن فقال عزو جل: ﴿
 وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ([36])، وقال عز وجل: ﴿ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ([37])، ولكن الصلاة تطورت بفعل التدخل البشري القاصر في دين الله وتغيرت حركات اليهود أثناء الصلاة عبر العصور، ففي الماضي كان اليهود يسجدون، ويركعون في صلواتهم، ولا يزال الأرثوذكس يفعلون في الأعياد، ولكن الغالبية العظمى تصلي الآن جلوسا على الكراسي، كما هو الحال في الكنائس المسيحية، وهذا دليل واضح على بشرية بل وثنية هذه الديانات في صورتها الحالية.
الصلاة في النصرانية:
الصلاة في المسيحية عبارة عن أدعية وأذكار في حالات ومناسبات خاصة أو عامة، ليس لها شكل محدد ولا هيئة محددة ولا وقت محدد، ومرت هذه الصلاة بعدة مراحل متدرجة، نتيجة ارتباطها بالآباء الذين يغيرون فيها حسب أهوائهم وميولهم الخاصة.
وعن الصلاة في المسيحية يفصل لنا د. أحمد شلبي فيقول: وليس للصلاة المسيحية ترتيب خاص، وإنما هي أدعية تختلف من مكان إلى مكان، وإن كلمة الصلاة في المسيحية تختلف اختلافا كليا عنها في الإسلام، فهي عبارة عن أدعية وأذكار لا توقيت لها، وهي ليست واجبة، بل يرى الكثير من المسيحيين أن الانتظام في الصوم والصلاة توجيه اختياري لا إجباري. ويقول المستشار الطهطاوي: لا يوجد لدى المسيحيين نص عن عدد معين من الصلوات كل يوم أو مواقيت لها، إلا أنهم يقتبسون من اليهود العدد والوقت للصلاة، لذا قرورا لهم صلاتين واحدة في الصباح والأخرى في المساء.
ونحن كمسلمين لا ننعي استقاء النصرانية من اليهودية؛ لأننا نؤمن أن رسالة المسيح مكملة لرسالة موسى - عليهما السلام - ولكننا ننعي هذا الإقرار النصراني بأن ثمة خبرة وثنية وأممية تأثرت بها الصلاة المسيحية، فالصلاة المسيحية - بشهادة أهلها - توليفة من الصلاة اليهودية والوثنية والأممية.
فالصلاة المسيحية تطورت أيضا عبر العصور، وتأثرت بالأحداث كاليهودية أيضا، وهذا يدل على بشرية هذه العبادة وتحريفها حسب الأحداث والأهواء، ومن العجاب أن الصلاة في المسيحية لا تشترط لها طهارة، فهم يصلون بلا طهارة.
ونصت الشريعة اليهودية على الطهارة، ولكن اليهود غيروها كما غيروا الصلوات، ونقلوا التشريع من درجة التنزيه الإلهي إلى دركة التشويه البشري، والطهارة في الإسلام واحدة لكل الناس على اختلاف طبقاتهم وأقدارهم، ولكن الطهارة في اليهودية طبقات؛ فالأفراد العاديون لهم طهارة، والكهنة لهم طهارة أخرى، وهي لا شك مخالفة جوهرية، وعنصرية يهودية حتى في العبادات التي يفترض أن يقف فيها الجميع سواء أمام الخالق، فإن اليهود حرفوا دينهم وضيعوا من دينهم شعائر الطهارة فشاعت فيهم القذارة.
وجاء الإسلام فأحيا ما طمسوه من الطهارة التي نعتقد يقينا أن الله شرعها لسيدنا موسى عليه السلام، وعلى الرغم من هذا فإن كمال التشريع الإسلامي في الطهارة لا تداينه هذه الصورة العنصرية الساذجة للطهارة عند اليهود.
إن البعد العقدي والأخلاقي والاجتماعي والصحي للصلاة في الإسلام، لا يمكن أن تطاله تلك الصلوات اليهودية والمسيحية التي شابتها عناصر وثنية انحرفت بها عن القدسية، وقطعتها عن مصدرها الإلهي.
إن دقة التشريع الإسلامي في الصلاة وشموله، وكماله في عددها وأركانها وسننها وهيئاتها، وفيما يتقدمها من نوافل، وما يتأخر عنها، في أوقاتها، وفيما يسبقها من طهارة وما يخلفها من أذكار وختام، كل هذا يدل على قدسية مصدرها، وعظمة المقصود بها، وطهارة من علمها للناس واقتداء الخلف بعد السلف في أدائها بالمعصوم صلى الله عليه وسلم، بحيث لو قام في الناس اليوم لم ينكر منها شيئا([38]).
3-         أبطل الإسلام كل المعتقدات الفاسدة التي كانت في الجاهلية وحاربها، وكان هذا سببا في الصراع الطويل الذي دار بينهما، فلو كانت هذه الدعوة منقولة عما كان سائداً في الجاهلية، لما وقف الشرك والمشركون في وجهها، وعذب المؤمنون من أجلها، وكلما بزغ نور للحق تنادت عناكب الليل لطمسه ﴿ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا =19   قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا ([39])،وقال تعالى: ﴿  يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ([40]).
وتفنن أهل الجاهلية في حربه، وابتكروا أساليب لضرب دعوته فعمدوا أولاً إلى أسلوب نفسي خسيس يستهدف تدمير أعصاب الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه، والقضاء على روحه المعنوية العالية وشنوا حملات السخرية والاستهزاء، ﴿
وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا =90    أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا =91    أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا =92   أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ([41])ووقف النبي صلى الله عليه وسلم في وجه المحنة وصبر، وتعددت أساليب قريش، فعمدوا إلى اختلاق الشائعات والتهم، ونشروها في كل الأوساط ليضعفوا الثقة به، فمرة يتهمون بالسحر، وأخرى بالجنون ، وثالثة بالكهانة، ورابعة بالشعر.
وهكذا لما يئسوا من الحرب النفسية وحرب الأعصاب وحرب الشائعات، لجأوا إلى الحرب الحسية ينالون بها من دعاة الإسلام، فاجتمع سادتهم، وتدارسوا أمر الداعية، ووضعوا الخطة، وحزبوا أمرهم، وكشف الله أمرهم، ورد كيدهم
﴿  وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ([42]). ([43])
ولما فشلت خطتهم لجاؤوا إلى أساليب أكثر خسة ومكراً، وذلك بعد هجرته عليه السلام استأجر صفوان بن أمية عمير بن وهب سراً وندبه للخروج إلى المدينة، واغتيال محمد عليه الصلاة والسلام على أن يقضي صفوان له دينه، ويكفل عياله، ولكن الله حافظ لرسوله، فعندما قدم عمير إلى المدينة عرف النبي صلى الله عليه وسلم الشر في وجهه فناداه وأعلمه بما تم بينه وبين صفوان في الحجر، فشهد الرجل شهادة الحق. ([44])



أما التشابه بين الإسلام وبعض أعمال الجاهلية فيعود للجذور التاريخية لعادات العرب وعباداتهم في الجاهلية، ومنها:
1. الحنيفية الموروثة عن إبراهيم عليه السلام: وهذه قد بقيت غير مشوبة لدى بعض أناس كزيد بن عمرو بن نفيل، الذي حافظ عليها بعد أن لم يقنع باليهودية ولا بالنصرانية ورفض عبادة الأصنام.
2. الفطرة السليمة: التي قادتهم إلى كثير من الأخلاق الحميدة الفطرية؛ كالكرم والشجاعة ونصرة المظلوم، ويشهد لهذا "حلف الفضول" الذي دعا إليه ابن جدعان.
فالقرآن يقرر أن ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - هو ما جاء به إبراهيم - عليه السلام - من قبل، وإذا كان العرب هم أبناء إسماعيل بن إبراهيم؛ فلا شك أنهم قد توارثوا عن آبائهم الكثير من هذه الآثار عادة وعبادة وأما بالنسبة لما يرجع إلى الأخلاق الفطرية التي كانوا متخلقين بها، فهذا مما تتفق عليه كل الفطر السليمة، وقد قرر القرآن أن الدين الإلهي هو دين الفطرة، قال عز وجل:
﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ([45])، ومن ثم لا نقول: إن هذه الأخلاق ميراث الجاهلية؛ بل هي فطرة الله في جميع خلقه بدليل أننا نجد الكثير من الصفات يتفق فيها أصحاب المعتقدات المختلفة، فالكرم والشجاعة والحلم واحترام الآخرين قدر مشترك بين جميع من يتحلى بها؛ لأنها مكتسبات فطرية، وإنما دور الأديان والشرائع هو في تهذيبها وتنميتها فقط، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»([46])، أي: لم يدع أنه أنشأ مكارم الأخلاق، بل هي موجودة بالفطرة السليمة، وكان دوره تنميتها فقط وتتميمها. ([47])


الخاتمة
في ختام هذا البحث أحمد الله على منّه وكرمه وعونه على إتمام هذا البحث، فله الحمد والشكر أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً، وأسأل الله تعالى أن يعصمنا من الزلل، ويوفقنا لصالح القول والعمل، وأن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، والإخلاص فيهما.
والحمد لله تعالى أكمل الحمد وأتمه وأشمله، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.

نتائج البحث:
1. أن الصراع بين الكفر والإيمان والحق والباطل مستمر منذ بعثة نبينا عليه السلام إلى قيام الساعة.
2. ما يقوله بعض مستشرقي هذا الزمان للطعن في الدين الإسلامي هو نفس ما قاله أهل الجاهلية الأولى للطعن في هذا الدين.

3. ظهور الكذب الواضح في بعض دعاوى المستشرقين وعدم تحرجهم من ذلك مع منافاته لجميع القوانين سواء كانت تشريع سماوي أو حتى قانون وضعي، فالكذب مفطور جميع الخلق على بغضه ورفضه، وهؤلاء لا يتورعون عن الكذب بل يجاهرون به ويدعون أنه حق.
4.
أن بعض المستشرقين الحاقدين على الإسلام يعضد بعضهم بعضاً، ويكمل أحدهم ما بدأه الاخر.
5. ما يثيره المستشرقون من شبهات من السهل ردها برد ينسفها من أصلها إذا كان هناك علم صحيح.
6.
الحق أبلج مهما حاول الأعداء الكيد له، والباطل لجلج مهما حاول أصحابه تلميعه وتحسينه.


[1].  الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، الفارابي (6/2236).
[2].  الدفاع عن السنة، المناهج جامعة المدينة العالمية (1/134).
[3].  موسوعة الملل والأديان-الدرر السنية، مجموعة من الباحثين (1/5).
[4].  سورة آل عمران, آية 19.
[5].  سورة آل عمران, آية 85.
[6].  انظر: الاستشراق والتاريخ الإسلامي، لفاروق فوزي (30).
[7]. نقلاً: مفتريات وأخطاء دائرة المعارف الإسلامية (الاستشرافية) ، أ. د. خالد بن عبد الله القاسم (1/ 20)
[8].  يعزى إلى الراهب الفرنسي جوبرت، الذي انتخب بابا للكنيسة سنة 999م أنه أول من درس علوم الشرق، وذلك في الأندلس، ثم تتابع المرتحلون إلى الشرق حتى كان مجمع فينا سنة 1312م، الذي قرر إنشاء خمسة كراسي في جامعات غربية لتعليم اللغة العربية، وابتدأ فيه تنظيم وترتيب ما يسمى بالاستشراق. انظر: آراء المستشرقين حول القرآن الكريم (1/25)، الاستشراق والتاريخ الإسلامي (32).
[9].  انظر: دحض دعوى المستشرقين أن القرآن من عند النبي صلى الله علية وسلم، سعود الخلف (143).
[10].  موقع بيان الإسلام للرد على الافتراءات والشبهات.
[11].  انظر: المستشرقون، نجيب العقيقي (281).
[12].  المستشرقون ومشكلات الحضارة، عفاف صبره (63).
[13].  العقيدة والشريعة، جولدتسيهر (10).
[14].  المستشرقون والإسلام، إبراهيم اللبان (44،43).
[15].  المستشرقون والإسلام، إبراهيم اللبان (45).
[16].  المستشرقون والإسلام، عرفان عبدالحميد (24).
[17].  المستشرقون والإسلام، عرفان عبدالحميد (23).
[18].  نقلاً: رؤية إسلامية للاستشراق، أحمد غراب (91).
[19].  موقع بيان الإسلام للرد على الافتراءات والشبهات.
[20].  سورة آل عمران، آية 19.
[21].  سورة الأعراف، آية 59.
[22].  سورة الأنبياء، آية 25.
[23].  سورة الأنبياء، آية 92.
[24].  سورة البقرة، آية 130.
[25].  سورة الأنعام، آية 79.
[26].  سورة البقرة، آية 133.
[27].  سورة الشورى، آية 14.
[28].  سورة نوح، آية 17،18.
[29]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب كيف يعرض الإسلام على الصبر (2892)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن الصياد (7540).
[30]. سورة نوح، آية 17،18.
[31]. سورة الأعلى، آية 14-19.
[32]. أخرج البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم (3342)، ومسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب ذكر كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين (6101).
[33]. انظر: الرسل والرسالات، د. عمر الأشقر، (241- 248).
[34].  سورة المائدة، آية 48.
[35]. انظر: الرسل والرسالات، د. عمر الأشقر، (253).
[36].  سورة البقرة، آية 43.
[37].  سورة البقرة، آية 58.
[38]. انظر: شبهات المستشرقين حول العبادات في الإسلام، د. ناصر السيد (110-130).
[39].  سورة البقرة، آية 58.
[40].  سورة الصف، آية 8.
[41].  سورة الإسراء، آية 90-93.
[42].  سورة الأنفال، آية 30.
[43]. انظر: مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، محمد بن عبدالوهاب، (79-97).
[44]. انظر: المستشرقون والقرآن الكريم، محمد أمين، (150-152).
[45].  سورة الأنفال، آية 30.
[46]. صحيح: أخرجه البيهقي في سننه الكبرى، كتاب الشهادات، باب بيان مكارم الأخلاق ومعاليها (21301)، وفي موضع آخر، والحاكم في مستدركه، كتاب تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين، ومن كتاب آيات رسول
الله صلى الله عليه وسلم التي هي دلائل النبوة (4221)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (45).
[47].  موقع بيان الإسلام للرد على الافتراءات والشبهات.

هناك تعليقان (2):

  1. شكرا أختنا الكريمة على هذا الموضوع المتميز

    ردحذف
  2. جزاكم الله عنا خير الجزاء موضع جميل يستحق النشر

    ردحذف