الخميس، 18 ديسمبر 2014

التعريف بكتاب مفتريات وأخطاء دائرة المعارف الإسلامية (الاستشراقية)



التعريف بكتاب مفتريات وأخطاء دائرة المعارف الإسلامية (الاستشراقية)

إعداد / غزوى بنت سليمان العنزي
إشراف فضيلة الأستاذ الدكتور/ خالد القاسم
                
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابه وسلم، وبعد:
سأتناول في هذا التقرير تلخيص كتاب "مفتريات وأخطاء دائرة المعارف الإسلامية (الاستشراقية)"، والكتاب يقع في مجلدين، و1215 صفحه والكتاب في أصله رساله علمية  نال به مؤلفه درجة الدكتوراه من كلية أصول الدين في جامعة أم القرى بمكة المكرمة .
وينقسم الكتاب إلى أربعة أبواب بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة و الفهارس، وسأتناول تفصيل الكتاب بحسب الأبواب والفصول التي طرحها المؤلف ، وهي على النحو التالي:
البالب الأول/ وفيه ثلاثة فصول ،الفصل الأول: مقدمة عن الاستشراق، وفيها:
معنى الاستشراق: هو دراسة الغربيين للشرق، وعلومه وأديانه وخاصة الإسلام؛ لأهداف شتى أهمها تشويه الإسلام وإضعاف المسلمين.
نشأة الاستشراق: تنوعت أقوال المختصين في زمن نشأته،وقد رجّح المؤلف أن الاستشراق باعتباره دراسة أهل الكتاب للإسلام يرجع إلى ظهور الإسلام نفسه واحتكاكه بهم، أما الاستشراق الرسمي المنظم المنبثق من المراكز العلمية فقد نشأ بعد الحروب الصليبية.
أهداف المستشرقين: تتلخص أهدافهم فيما يلي:الطعن في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به ،وسنته، وأخلاقه، وزوجاته، وعقيدته والتاريخ الإسلامي والشريعة الاسلامية، والتبشير بالنصرانية بين الطوائف، ولهم أيضاً أهداف استعمارية تخدم الدول المستعمِرة لبلدان المسلمين،وأهداف تجارية لتسويق بضائعهم وتوظيف خبرائهم، وأهداف علمية، ويعد هذا أمراً فرديا خارجاً عن منظومة المؤسسات الاستشراقية التي لا ترضى ذلك.
وسائل المستشرقين لبلوغ أهدافهم وهي: تحقيق التراث الإسلامي بصورة انتقائية وتأليف الكتب التي تخدم أهدافهم،وفتح الأقسام المتخصصة في الإسلام في كبرى الجامعات الأوروبية والأمريكية، مثل أكسفورد وكمبردج وهارفارد..،وتأليف دائرة المعارف الإسلامية،وإرسال الإرساليات وتشجيع الرحالة والمكتشفين لزيارة البلاد الإسلامية كرحلة ماجلان بعد إذن البابا له وغير ذلك.

الفصل الثاني: دائرة المعارف الإسلامية وفيها:
صدور الدائرة وأهدافها: دائرة المعارف مجموعة من المقالات والبحوث المتعلقة بالإسلام والمسلمين بأقلام كبار المستشرقين ولكل منهم أهدافاً من وراء الكتابة فيها بدأت فكرتها عندما شعروا في مؤتمراتهم الدولية بالحاجة إلى دائرة معارف لأعلام العرب والإسلام لكي تجمع شتات دراساتهم عنهم باللغات الثلاث: (الألمانية والفرنسية والإنجليزية). فبدأ تأليفها سنة 1906م وقد صدر المجلد الأول واستمر في أربعة مجلدات كبيرة وملحق عام 1938م. واشتملت على مئات الشبهات والطعون حول الإسلام ونبيه وحملته، ويلاحظ أنه كلما قلّت صلة الموضوع بالإسلام –كالمواد الجغرافية واللغوية- فإن كتاباتهم فيها تكون أجود لقلة حساسيتها عندهم فهي أشبه بالعلوم البحته ولأن غالب من يتصدى للكتابة فيها لا تكون لديهم أهداف سيئة.
مصادرها: عند النظر في مصادرهم يلاحظ أنهم انتقائيون لتحقيق أغراضهم، وهي على التالي: كثيراً ما يترك المستشرقون الاستدلال بالكتاب والسنة في بيان اعتقاد المسلمين، بل يأخذون من كتب أهل البدع والقصص والعجائب، ويلاحظ مخالفتهم للمنهج العلمي في الأخذ من المصادر؛ مثل أن ينسب بعضهم إلى المصدر ما يستنتجه، مع أن استنتاجه قد لا يكون صحيحاً، ومثل الاستدلال بالكتاب التركي المليء بالخرافات على عقيدة اليوم الآخر، والاستشهاد بكتب القصص لبيان تطبيق المسلمين للأحكام الشرعية (مثل الإحالة على ألف ليلة وليلة)، ويركّزوا على الكتب التي تجمع الروايات المختلفة، والانتقاء منها كالطبري في تفسيره وتاريخه.
طريقة الدائرة في بث المطاعن: البحث عن مواطن الضعف، ومن ثم إبرازها وجمع المعلومات ومن ثمّ تقديمها بكل جرأه ويبنون عليها نظرية لا وجود لها إلا في أنفسهم وأذهانهم فدراساتهم تبين أنهم يريدون النيل من الإسلام عن طريقة النقد.
 الإصدارات العربية للدائرة: الإصدار الأول عام 1933م في 15مجلدًا، وفي عام 1969م خرج الإصدار الثاني في 16مجلداً. وبلغ عدد كتّاب الدائرة في كل الطبعتين 486كاتباً لـ3930 مادة. وانتقدهم المؤلف في 340 موضعاً. وخرج الاصدار الثالث في 32 مجلداً في عام 1998م.
الاقوال عنها: استعرض المؤلف أقوال عن الدائرة لعلماء مسلمين والكتاب العرب والغربيين من مدح أو ذم.
الفصل الثالث/ كتاب الدائرة وفيها:
أسماء كتاب دائرة المعارف الإسلامية: تم حصر كتّاب دائرة المعارف الذين كتبوا أكثر من 92% من موادها  في جدول لـ 290 كاتب ولم يشير المؤلف للبقية خشية الإطالة ولعجم أهمية التعريف بهم.
تراجم بعض كتاب الدائرة: فلقد ترجم للبارزين منهم البالغ عددهم (77) كاتباً ما يقارب (2284)مادة تشكل 85 % من مواد الدائرة، والذين ترجموا تشكل كتاباتهم المنتقده في هذا البحث 92% من جمله النقد في هذا الكتاب.
الباب الثاني/ مفتريات دائرة المعارف على الإسلام، وفيه فصلين:
الفصل الأول/ توحيد الألوهية (توحيد الطلب):
بدأ المؤلف فيه ببيان منهج السلف للتوحيد وفي هذا رد إجمالي على مطاعن الدائرة في هذا النوع من التوحيد، ثم عرض أخطاء الدائرة وطعنها في عقيدة التوحيد، وساق عدّة أمثلة على ذلك؛ كادعائهم أن التوحيد فكرة غاية في الصعوبة، ومعانيه مختلفة، وأن الشرك فكرة نشأت بعد العهد المكي لما عادى المشركون النبي ، ثم بين  خلط الدائرة في الامور المنافية لتوحيد الألوهية في مسائل كالسحر، واعتبرته ظاهرة اجتماعية وأن موقف الإسلام فيها متذبذب،وكالتمائم الشركية بجوازها في الاسلام وأن لجبريل دور في إعدادها، ثم عرض بعد ذلك عدة مطاعن متفرقة منها سب آلهة المشركين حيث فسر بفهم المستشرق بعدم جواز سب الهة المشركين إلا في حال سبهم الله، وكذلك من الشبهات مسالة التقية بأنها وردت في القران ومعناها ترك فرائض الدين في حال الاكراه وذكر امثله لذلك قول النبي برفع عيسى ، والهجرة من أجل الحياة.
وقد ناقش المؤلف تلك الإدعاءات وردّ عليها من وجوه عدة كتناقضهم في القول بصعوبة التوحيد رغم قولهم ببساطته في موضع آخر من الدائرة، وأن زعمهم بأن الحديث عن الشرك ظهر بعد العهد المكي زعم باطل بدليل أن السور المكية ناقشت موضوع الشرك والرد على المشركين، أما بالنسبة للسحر فقد بيّن المؤلف أنهم خالفوا المنهج العلمي في النقل، إذ تركوا النقل من الأصلين العظيمين في الإسلام (الكتاب والسنة) ونقلوا من كتاب الفهرست عند بيانهم لمادة السحر، أما شبهتم في عدم سب آلة المشركين التي فسرها بتفسير من عنده رد عليه بعرض تفسيرات للآية التي استشهد بها من كتب التفاسير المشهورة، أما قولهم بالتقية بين المؤلف معناها عند السلف وناقشت أمثلتهم بالرد بعدم صحتها  كما ناقش المؤلف أغاليط تفصيلية أخرى.
الفصل الثاني/ توحيد الربوبية والأسماء والصفات (توحيد الخبر):
 عرض المؤلف أخطاء الدائرة في هذا النوع من التوحيد عرضاً مجملاً، ثم بين منهج السلف في بيان توحيد الربوبية والأسماء والصفات  كما جاء في الكتاب والسنة، ثم عرض أخطاء المستشرقين في هذا النوع من التوحيد ومنها:
 وصف توحيد الله بالحلول: فند تلك الشبهة مبيناً أن عقيدة الحلول هي انحراف فئة ضالة من المسلمين تأثروا ببعض الفلسفات القديمة، كما بين أن الآفة من فهمهم القاصر للقرآن والسنة.
 الطعن في قدر الله تعالى: ادّعاء التناقض بين الشرع والقدر والخلط بين مذهب أهل السنه والجماعة وغيرهم.
 ادّعاء أن إثباتها على ظاهرها يستلزم التمثيل: رد المؤلف على دعواهم مبيناً أن سبب الانحراف في الفرق الاسلامية الخطأ في الفهم حيث فهم أن ظواهر الصفات تشبيه وتجسيم فأرادوا التنزية.
ادعاء الغموض في صفات الله : رد على هذه الدعوة بأن الكيفية لا يعلمها إلا الله ، وكلام الله يحمل على ظاهره المراد منه، أما ما ذكر بالغموض يناقض المستشرق ماكدونالد دعواه حيث يصف نبينا بأنه وصف الله بصفات واحد.
 ادعاء التناقض في صفات الله تعالى: فند تلك الشبهة مبيناً أن صفات الله ثابته لا تناقض فيها البته،وإنما يعود إلى المنهج في فهم تلك الصفات.
ادعاء تأليف النبي صلى الله عليه وسلم لصفات الله تعالى: رد على ذلك مبيناً خطأهم المنهجي بعدم إلتزامهم  الموضوعية واحترامهم لما يدين به المسلمون بذكر ما يعتقده عامة المسلمون في موسوعة علمية تتحدث عن الاسلام ،كما أن الفطرة والعقل تعارض بقول خيالية الصفات.
 إنكار الأحاديث الصحيحة في الصفات: رد المؤلف على هذه الشبهة مبيناً منشأ الخطأ في عدم دراسة الاحاديث دراسة علمية وإنما هي عملية انتقائية للأحاديث وحكم عليها جمله ، وعدم صحة مناقضة الاحاديث للعقل.
الباب الثالث/ النبوة في دائرة المعارف الإسلامية ، وفيه فصلين:
الفصل الاول/ الانبياء قبل محمد عليهم الصلاة والسلام في الدائرة وفيها:
بدأ المؤلف بعرض مرئياته على ما في دائرة المعارف من حديث عن الأنبياء، وبيّن خلط الدائرة بين ما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة وما جاء به المفسرون أو القصاص، ويوردون ذلك على أنه من مسلّمات المسلمين، ثم بين معنى النبوة والرسالة في القرآن والسنة،وعددهم ووجوب الإيمان بهم جميعاً، ثم عرض شبهات الدائرة حول هذا الموضوع ومنها: ادعاء أن أخبار الأنبياء منقولة من الكتب السابقة: فند دعواهم بافتقادهم للبينة عند طعنهم في الأنبياء وخاصة محمد عليه السلام ، وبالتالي لا قيمة لذلك الطعن، أما التشابه بين ما جاء في القرآن وما ورد في الكتب السابقة فهو أمر طبيعي ومن دلائل نبوته، ثم عرض شبهه ترويج الأساطير المكذوبة في قصص الأنبياء:واستعرض المؤلف عده نماذج لقصص الانبياء لم يتم اقتباسها من القران او السنه وإنما من مصادر أخرى، ثم عرض بعد ذلك عدة مطاعن متفرقه منها: تشكيكهم في القرآن الكريم، وافترائهم على محمداً  فيما يتعلق بقصص الأنبياء لإبطال نبوته ، ونسبوا أموراً للقرآن ليست فيه، وقد ناقش المؤلف تلك الشبهات تفصيلاً، وبين طريقتهم بالبحث عدم التزامهم بالموضوعية التي يجب على الباحثين التحلي بها.
الفصل الثاني / محمد صلى الله عليه وسلم في دائرة المعارف:
فقد أفرده المؤلف بفصل خاص، لأن رحى الدائرة قائمة على تكذيب نبوته والتشكيك فيها، والطعن في سنته، وسيرته، وصحابته، وإنكار معجزاته والبشارات به.
اولاً / الادلة على صدق رسالته صلى الله عليه وسلم: بدأ ببيان البشارات على صدق رسالته: بتصريح القرآن بذلك، وبتواتر الاخبار عمن أسلم من أهل الكتاب، و بوجود بعض من تلك البشارات في كتبهم السابقة  الى اليوم، ثم تحدث عن حسن سيرته: واستدل بدلائل عقلية ومن القرآن ومن القصص التي تؤكد ذلك، كما أدرج بعض أقوال علماء الغرب على حسن سيرته، ثم أكمل الحديث عن إعجاز القرآن الكريم: بفصاحة الألفاظ وكمال المعاني والأخبار السابقة والغيوب المستقبلية والإعجاز العلمي وقوة التأثير وتحدي الجن والإنس عن الاتيان بمثل القرآن ثم تناول بعد ذلك المعجزات الأخرى كانشقاق القمر وحادثة الاسراء والمعراج وإخباره بالمغيبات وغير ذلك.
ثانياً/ زعم الدائرة استقاء النبي صلى الدين من الامم السالفة: ادعت الدائرة بأن ما جاء به النبي مستقى من الحضارات القديمة ومن البيئة الجاهلية التي عاش فيها، ومن اليهودية والنصرانية، وقد ناقش المؤلف شبهاتهم إجمالاً وتفصيلاً، ومن ردوده عليهم: افتقادهم للموضوعية في تلك المزاعم، كما أن التشابه بين ماجاء في الرسالات السماوية أمر طبيعي فهو من عند الله.
ثالثاً/ التشكيك في نبوته صلى الله عليه وسلم: يعد المؤلف هذا المبحث من أهم أهداف الدائرة ويدخل فيما سبق الوحي وما سيأتي في طعن السيرة والصحابة، وفيها تناول المؤلف عدة مسائل منها: نفي البشارات في الكتب السابقة،وإنكار ارهاصات نبوته،وإنكار معجزاته، وقد ناقش المؤلف شبهاتهم إجمالاً وتفصيلاً، ومن ردوده عليهم: افتقادهم للموضوعية في مزاعمهم تلك، وأن جلّ أمثلتهم كذب وتلفيق مما يبين مدى حرصهم على إظهار الاستقاء أمراً مسلماً به، كما أن نفي المستشرق للبشارات لا يثبت عدم ورودها؛ لأنه لم يبنَ على دليل، أما إنكارهم لإرهاصات النبي فيه مخالفه للمنهج العلمي والتحقيق الموضوعي وعدم المصداقية في نقل بعض الروايات وتكذيب الروايات الأخرى أما إنكار معجزاته، فإن ثبوت معجزة القرآن كاف لإثبات نبوته، حيث تتوافر فيه البراهين القاطعة بصحة ما جاء به.
 الطعن في القرآن الكريم: وتتمثل في عده مسائل وهي: الطعن في الوحي ، والتشكيك في ثبوت القرآن الكريم، وادعاء تناقض القرآن الكريم والنبي صلى الله عليه وسلم ، ولقد بين المؤلف أن المستشرقون  يطعنون في القرآن لنفي النبوة عنه ، والأخذ بأقوال الأعداء لا يعد  أسلوباً علمياً في الحكم على الأشخاص وهم استشهدوا باتهام المشركين له بذلك.
ادعاء كذب النبي صلى الله عليه وسلم وتأليفه لما أوحي إليه: استعرض المؤلف عده أقوال باتهامهم للنبي بالكذب سواء بطريقه مباشره أم غير ذلك، ثم فند تلك الشبهة بالرد عليهم منها:أن كلامهم مبني من غير دليل أو برهان، كما أن دلائل نبوه النبي تؤكد بطلان ما ذكر وأنه نبي مبلغ للرسالة.
رابعاً/ الطعن في السنة النبوية: بدأها بنظره عامة لما في الدائرة التي تشكك من مرجعية السنه وذلك محاوله لرد الاحتجاج بها للتكذيب بنبوته أحياناً، ثم بين معنى السنه النبوية وجهود العلماء في تدوينها وهذا رد مجمل على عامة المستشرقين، ثم عرض أخطاء الدائرة في هذا الموضوع منها:
محاولة التقليل من أهمية السنة النبوية: ولقد فند المؤلف هذه الشبهه بالرد وبين أن أتباع المسلمين لسنة النبي ليس مرجعها اتباع الآباء في الجاهلية بل مخالف لذلك ومردها استجابة لأمر الله.
ادعاء أن السنة النبوية من وضع المسلمين: فند المؤلف الشبهه بدور ائمة الحديث بوضع طرق للتثبت في الاحاديث والرواة من حيث القبول أو الرفض وتضعيفهم يدل على عدم معرفتهم بالحديث وقواعده وشروطه.
الطعن في رواه السنة وكتبها: وأما طعنهم على وجه الخصوص فالهدف منه هدم السنة، فإنهم عدول كلهم، ولم يتهم أحد منهم بالوضع، واتهامهم بانتحال بعضهم للأحاديث لم يكن عن دليل وبرهان، وإنما الهوى والضلال، وأما أبوهريرة طعن لكثرة رواياته ورد المؤلف عليهم بان أبوهريرة صحابي جليل واجمع المسلمين بالأخذ برواياته، وكان البعض يلومه على كثرة الروايه ولم يتهم بالوضع ولعل التخوف عائد الى الخشية من النسيان؛أما الامام الزهري اتهم بأنه متزلف إلى الملوك وأنه وضع الحديث ارضاء لهم وفند الشبهه بإستحالة وضع الحديث لأنه اشتهر بالورع والتقوى وتحري الصدق برواية الحديث؛أما الامام البخاري زعموا انه لم يوفق في ايجاد مواد لجميع ابواب الحديث فقام بوضع بعض الاحاديث وفند الشبهه بان البخاري يورد شروطا لقبول الحديث وترتيبه على حسب الباب، ثم عرض عده طعون متفرقة منها: أن احتجاجهم بالسنة انتقائي حيث يحتج بأحاديث دون النظر لصحتها وتضعيف أحاديث لخرى صحيحة فلقد ذكر المؤلف عده أدله على أحاديث صحيحة ضعفت.
خامساً/ الطعن في السيرة النبوية: جاء التكذيب بجملة السيرة النبوية وذلك لنفي فضائله وجحد معجزاته واتهامه بالشهوانية والهوى وبالتحايل ونقض العهود وغيرها.
سادساً/ طعن الدائرة في الصحابة: دأبت الدائرة في غالب كتاباتها فيما يخص صحابة النبي على التنقيص من أمرهم والحط من قدرهم وتكذيب الاحاديث في مناقبهم وتجاهل ما ورد في القرآن من  ذلك، فرد عليهم المؤلف رداً مجملاً حيث بين معنى الصحابة في القرآن والسنة التي تبين فضلهم ومكانتهم في الاسلام ثم رد عليهم مفصلا  بانتقاصهم للعشرة المبشرة بالجنة وأهل بيت النبي وصحابته وبين أن دعواهم مفتقره إلى البرهان فلم يسلم أحد من الصحابه من هؤلاء المستشرقين التي تدل على عداوتهم المستقرة في نفوسهم للإسلام وأهله والتي من اجلها يتركون الانصاف والعدالة.
الباب الرابع: مطاعن أخرى ، وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول/ الملائكة الكرام في دائرة المعارف الإسلامية:
بدأ المؤلف ببيان معتقد أهل السنة والجماعة في الملائكة من خلال نصوص الكتاب والسنة، ثم أورد شبهاتهم منها: ادعائهم أن الملائكة خرافة لا صله لها بالإسلام والمعلومات عنها غير واضحة ، وأنها مستقاة من اهل الكتاب ففند المؤلف هذه الشبه بان الملائكة عالم غيبي لا تعرف إلا عن طريق الوحي،وان مجرد التشابهه لا يدل على الاستقاء مطلقاً حيث ان تلك الحقائق عن الملائكة واحده وان الرسل لا بد ان يتفقوا فيها.
الفصل الثاني/ اليوم الآخر في دائرة المعارف الاسلامية:
بدا المؤلف بذكر اليوم الاخر في القران والسنة وهو حل عملي لما يجب أن يكون في الدائرة، ثم اورد شبهاتهم ومنها: ادعاء أن حقائق اليوم الاخر منقولة من الكتب السابقة، وبأنها من تأليف النبي،وتكذيبهم لحقائق اليوم الاخر وبأنه لا يوجد سوى النعيم والعذاب الحسي في الآخرة، فند المؤلف هذه الشبه بأن جميع الأنبياء لابد أن يتفقوا في تقرير تلك المعتقدات التي من عند الله، أما دعوى تأليف النبي بأنه كغيره من الانبياء ينذرون أقوامهم وينصحون أمتهم خوفا عليهم وليس فيها ما يعارض مافي القرآن،أما تكذيبهم لحقائق اليوم الآخر فإن جميع مصادرهم ليست بحجة بل يجب الرجوع إلى الكتب المعتمدة عند المسلمين وهي القرآن والسنة،أما النعيم والعذاب الحسي فهي ليس قصرا على الحس وإنما الروح ايضا وهذا يحدث بعد البعث وقبله في القبر.
الفصل الثالث/ الشريعة الإسلامية في دائرة المعارف الإسلامية:
اضطرب الدائرة في تعريف الشريعة وأرجعوها إلى مصادر جاهلية كالآراء العربية القديمة والقانون الروماني الهندي وأن الشريعة تكونت على مدى قرون في بيئات مختلفة، وتم تفنيد هذه الشبهه بأن هناك براهين داله على نبوه النبي وان ما جاء به مصدره الوحي وهو أصل التشريع، والإسلام جاء بما يناقض عقائد المشركين ومن ذلك مخالفته في الموضوعات لكثير من الأحكام،وأن الشريعة (وخاصة مدارس الفقه الإسلامي الأولى) لم تتأثر بالقانون الروماني أو التشريعات البيزنطية؛ لأنها لم تحتك بها، وأحكام الشرع جاء منسجمة خالية من التناقض،  ومن شبههم تناقض الشريعة وعدم عقلانيتها فند المؤلف ذلك بأن أحكام الله لا تتناقض فيها والمستشرق الذي يزعم بذلك لم يأت بمثال حتى يتسنى مناقشته، ومن شبههم أيضاً أن الشريعة الإسلامية شريعة نظرية فهذا غير صحيح فلقد طبقت عملياً في حياة المسلمين والدول الاسلامية المتعاقبه تطبيق أحكام الشريعة وأما حدوث تجاوزات هو شذوذ، ومن الشبهه اتهام الشريعة فيما يتعلق بالمرأة بعدم التغيير عن الأوضاع السابقة رد المؤلف بعقد مقارنه عن وضع المرأة قبل الاسلام وبعد حتى يتبين منهجيه الاسلام في التعامل مع المرأة.
الفصل الرابع/ طعن الدائرة في أئمة اهل السنة: فقد تناولتهم الدائرة بالطعن والتنقص (بالعموم والخصوص) فقد طعنوا في مذاهب الأئمة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، وذلك بهدف الانتقاص من الشريعة عبر التنقص من المذهب الفقهي الذي ينسب لهم. كما نالوا من الذهبي وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب.. واتهموهم بالتشدد، والتقليد وأنهم حشوية مجسدة، وطعنوا في الدعاة والمجاهدين وانتقصوا قادة المسلمين.
الفصل الخامس/ تمجيد الدائرة لائمة الضلال والبدع:
من أهداف المستشرقين إبراز تلك الفرق وتبرئتها من الانحراف وجاءت في الدائرة امتداح بعض الفرق كالباطنية والشيعة والمعتزلة والصوفية، ودفاع عن بعض المتزندقه كا أبي حيان التوحيدي وصاحب كتاب الاغاني ابي الفرج الاصفهاني، كما تناولت بالحديث عن الفلاسفة كابإن سينا والفارابي وهم من الفلاسفة المخالفين للقران في مسائل أساسية كفرهم جل من العلماء منهم ابن تيميه، وفلاسفة التصوف القائلون بالاتحاد والحلول ووحدة الوجود المخالفه للعقل والفطرة وأن علو الرب ثابت بالقران والسنة والإجماع ويدل عليها العقل والفطرة،كما ان الدائرة تسعى لإعطاء الشرعية للأناجيل التي بين أيدي النصارى اليوم ورد المؤلف على هذه الشبهه بأن القرآن امتدح الانجيل ويعد هو المصدر الاساسي لما في القران ودين الاسلام وأن الاحترام قبل أن يطرأ عليه التحريف، ثم ختم بامتداح حركة تحرير المرأة.
وختم المؤلف بذكر النتائج التي توصل لها من خلال بحثه، كما أوصى بإنشاء موسوعة إسلامية بديلة لدائرة المعارف، والعمل على وقاية المسلمين من سموم المستشرقين، وتحسين سمعة الإسلام عند غير المسلمين ودعوتهم إليه.

هذا ما تيسّر تلخيصه لتلك المرجع الضخم، اتمنى أن وفقت للصواب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

هناك تعليق واحد: